وسجنه بسببها وكذلك ابن حبيب الذي قتله المأمون بن المنصور المذكور على هذا العلم بإشبيلية وهو علم ممقوت بالأندلس لا يستطيع صاحبه إظهاره فلذلك تخفى تصانيفه .
وأما التنجيم فلابن زيد الأسقف القرطبي فيه تصانيف وكان مختصا بالمستنصر بن الناصر المرواني وله ألف كتاب تفصيل الأزمان ومصالح الأبدان وفيه من ذكر منازل القمر وما يتعلق بذلك ما يستحسن مقصده وتقريبه وكان مطرف الإشبيلي في عصرنا قد اشتغل بالتصنيف في هذا الشأن إلا أن أهل بلده كانوا ينسبونه للزندقة بسبب اعتكافه على هذا الشأن فكان لا يظهر شيئا مما يصنف رسالة الشقندي في الدفاع عن الأندلس ثم قال ابن سعيد أخبرني والدي قال كنت يوما في مجلس صاحب سبتة أبي يحيى بن أبي زكريا صهر ناصر بني عبد المؤمن فجرى بين أبي الوليد الشقندي وبين أبي يحيى بن المعلم الطنجي نزاع في التفضيل بين البرين فقال الشقندي لولا الأندلس لم يذكر بر العدوة ولا سارت عنه فضيلة ولولا التوقير للمجلس لقلت ما تعلم فقال الأمير أبو يحيى أتريد أن تقول كون أأهل برنا عربا وأهل بركم بربر فقال حاش لله ! فقال الأمير والله ما أردت غير هذا فظهر في وجهه أنه أراد ذلك فقال ابن المعلم أتقول هذا وما الملك والفضل إلا من بر العدوة فقال الأمير الرأي عندي أن يعمل كل واحد منكما رسالة في تفضيل بره فالكلام هنا يطول ويمر ضياعا وأرجو إذا أخليتما له فكر كما يصدر عنكما ما يحسن تخليده ففعلا ذلك