73 - ومنهم عبد الرحمن بن داود بن علي الواعظ من أهل مصر يعرف بالزبزاري يكنى أبا البركات وأبا القاسم ويلقب زكي الدين قدم على الأندلس وتجول في بلادها واعظا ومذكرا وسمع منه الناس بقرطبة وإشبيلية ومرسية وبلنسية سنة 608 .
قال ابن الأبار وسمعت وعظه إذ ذاك بالمسجد الجامع من بلنسية وادعى الرواية عن أبي الوقت السجزي والسلفي وأبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي وأبي محمد ابن المبارك بن الطباخ وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وشهدة الكاتبة بنت الأبري زعم أنه قرأ عليها صحيح البخاري وجماعة بالمشرق والأندلس لم يلقهم ولم يسمع منهم وربما حدث بواسطة عن بعضهم وأكثرهم مجهولون وقفت على ذلك في فهرست روايته فزهد أكثر السامعين منه واطرحوا الرواية عنه ومنهم أبو العباس النباتي وأبو عبد الله بن أبي البقاء وجمع أربعين حديثا مسلسلة سماها باللآلئ المفصلة حدث فيها عن ابن بشكوال وابن غالب الشراط وغيرهما من الأندلسيين الذين لم يلقهم ولا أجازوا له أخذها عنه ابن الطيلسان وغيره وكان - مع هذا - فقيها على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه فصيحا مشاركا في فنون من العلم سمح الله تعالى له انتهى ولا بأس أن نذكر جملة من النساء القادمات من المشرق على الأندلس ثم نعود أيضا إلى ذكر أعلام الرجال فنقول 74 - من النساء الداخلات الأندلس من المشرق عابدة المدنية أم ولد حبيب بن الوليد المرواني المعروف بدحون .
وكانت جارية سوداء من رقيق المدينة حالكة اللون غير أنها تروي عن مالك بن أنس إمام دار الهجرة