تفتحت للروض أبوابه وتوشحت بالأزر الذهبية أثوابه يخترقه جدول كالحسام المسلول وينساب فيه انسياب الأيم في الطلول وضفاته بالأدواح محفوفة والمجلس يروق كالخريدة المزفوفة وفيه يقول علي بن أحمد أحد شعرائها وقد حله مع طائفة من وزرائها [ المنسرح ] قم فاسقني والرياض لابسة وشيا من النور حاكه القطر في مجلس كالسماء لاح به من وجه من قد هويته بدر والشمس قد عصفرت غلائلها والأرض تندى ثيابها الخضر والنهر مثل المجر حف به من الندامى كواكب زهر فحللت ذلك المجلس وفيه أخدان كأنهم الولدان وهم في عيش لدن كأنهم في جنة عدن فأنخت لديهم ركائبي وعقلتها وتقلدت بهم رغائبي واعتقلتها وأقمنا نتنعم بحسنه طول ذلك اليوم ووافى الليل فذدنا عن الجفون طروق النوم وظللنا بليلة كأن الصبح منها مقدود والأغصان تميس كأنها قدود والمجرة تتراءى نهرا والكواكب تخالها في الجو زهرا والثريا كأنها راحة تشير وعطارد لنا بالطرب بشير فلما كان من الغد وافيت الرئيس أبا عبد الرحمن زائرا فأفضنا في الحديث إلى أن أفضى بنا إلى ذكر