بالجواب وأمر لي من غد بزيادة رتبة وإحسان .
وحدثني بعض عمالهم أنه فرق على الجند والأمراء والفقراء في عيد سنة أربع وتسعين ثلاثة وسبعين ألف شاة من ضأن ومعز ودرج إلى رحمة الله تعالى سنة خمس وتسعين وخمسمائة وكان قد استخلف ولده محمدا وقرر الأمر له انتهى .
قلت بهذا وأمثاله تعلم فساد ما زعمه غير واحد أن يعقوب المنصور هذا تخلى عن الملك وفر زهدا فيه إلى المشرق وأنه دفن بالبقاع لأن هذه مقالة عامية لا يثبتها علماء المغرب وسبب هذه المقالة تولع العامة به فكذبوا في موته وقالوا إنه ترك الملك وحكوا ما شاع إلى الآن وذاع مما ليس له أصل .
ويرحم الله تعالى الإمام العلامة القاضي الشريف الغرناطي شارح الخزرجية إذ قال في شرح مقصورة حازم عند ذكره وقعة الأرك ما معناه إن بعض الناس يزعمون أن المنصور ترك الملك وذهب إلى المشرق وهذا كلام لا يصح ولا أصل .
له انتهى .
وقال في المغرب كان أبوه يوسف قد استوزره في حياته وتخرج بين يديه وتمرس وهزم الفرنج الهزيمة العظيمة وتولع بالعلم حتى نفى التقليد وحرق كتب المذاهب وقتل على السكر انتهى .
وحكى لسان الدين الوزير ابن الخطيب في شرح كتابه رقم الحلل في نظم الدول أن المنصور طلب من بعض أعيان دولته رجلين لتأديب ولده يكون أحدهما برا في عمله والآخر بحرا في علمه فجاءه بشخصين زعم أنهما على وفق مقترح المنصور فلما اختبرهما لم يجدهما كما وصف فكتب إلى الآتي بهما ( ظهر الفساد في البر والبحر ) [ الروم41 ] انتهى وناهيك