كان قعدد بني أمية ثم إنه لما وجد الداخل يدعو لأبي جعفر المنصور أشار عليه بقطع اسمه من الخطبة وذكره بسوء صنيع بني العباس ببني أمية فتوقف عبد الرحمن في ذلك فما زال به عبد الملك حتى قطع الدعاء له وذلك أنه قال له حين امتنع من ذلك إن لم تقطع الخطبة لهم قتلت نفسي فقطع حينئذ عبد الرحمن الخطبة بالمنصور بعد أن خطب باسمه عشرة أشهر ولما زحف أهل غرب الأندلس نحو قرطبة لحرب الأمير عبد الرحمن أنهض إليهم عبد الملك هذا فنهض في معظم الجيش وقدم ابنه أمية أمامه في أكثر العساكر فخالطهم أمية فوجد فيهم قوة فخاف الفضيحة معهم فانحاز منهزما إلى أبيه فلما جاءه سقط في يده وقال له ما حملك على أن استخففت بي وجرأت الناس علي والعدو إن كنت قد فررت من الموت فقد جئت إليه فأمر بضرب عنقه وجمع أهل بيته وخاصته وقال لهم طردنا من الشرق إلى أقصى هذا الصقع ونحسد على لقمة تبقي الرمق اكسروا جفون السيوف فالموت أولى أو الظفر ففعلوا وحملوا وتقدمهم فهزم اليمانية وأهل إشبيلية ولم تقم بعدها لليمانية قائمة وقتل بين الفريقين ثلاثون ألفا وجرح عبد الملك فأتاه عبد الرحمن وجرحه يجري دما وسيفه يقطر دما وقد لصقت يده بقائم سيفه فقبل بين عينيه وجزاه خيرا وقال له يا ابن عم قد أنكحت ابني وولي عهدي هشاما ابنتك فلانة وأعطيتها كذا وكذا وأعطيتك كذا ولأولادك كذا وأقطعتك وإياهم كذا ووليتكم الوزارة .
ومن شعره لما نظر نخلة منفردة بإشبيلية فتذكر وطنه بالشام وقال .
( يا نخل أنت فريدة مثلي ... في الأرض نائية عن الأهل ) .
( تبكي وهل تبكي مكممة ... عجماء لم تجبل على جبل ) .
( ولو أنها عقلت إذا لبكت ... ماء الفرات ومنبت النخل ) .
( لكنها حرمت وأخرجني ... بغضي بني العباس عن أهلي ) .
41 - ومن الداخلين من المشرق إلى الأندلس هاشم بن الحسين بن إبراهيم ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
ونزل حين دخوله بلبلة وتعرف منازلهم فيها بمنازل الهاشمي وذكره أمير المؤمنين الحكم المستنصر في كتابه أنساب الطالبيين والعلويين القادمين إلى المغرب 42 - ومن الداخلين إلى الأندلس عبد الله بن المغيرة الكناني حليف بني عبد الدار سماه أبو محمد الأصيلي الفقيه في الداخلين الأندلس من التابعين حكى ذلك عنه أبو القاسم بن بشكوال في مجموعه المسمى ب التنبيه والتعيين قال ابن الأبار وما أراه يتابع عليه وذكره أبو سعيد ابن يونس من أهل إفريقية انتهى وذكر أنه يروي عن سفيان بن وهب الخولاني .
43 - ومنهم عبد الله المعمر الذي طرأ على الأندلس في آخر الزمان وكان يزعم أنه لقي بعض التابعين .
قال ابن الأبار روى عنه أبو محمد أسد الجهني ذكر ذلك القيشي وفيه عندي نظر انتهى .
44 - ومنهم أبو عمرو عبد الرحمن بن شماسة بن ذئب المهري روى عن أبي ذر وقيل عن أبي نضرة عن أبي ذر وعائشة وعمرو بن العاص