( يا دمشقا حياك غيث غزير ... ووقاك الإله مما يضير ) .
( حسنك الفرد والبدائع جمع ... متناه فيه فعز النظير ) .
( أين أيامنا بظلك والشمل ... جميع والعيش غض نضير ) .
ثم أكثرت الالتفات عن اليمين وعن الشمال وقد شبهت البيداء والشوق ببدل الكل والاشتمال وتنسمت من نواحي تلك الأرجاء أريج الشمال وضمنت في المعنى قول بعض من ثنى الحب عطفه وأمال .
( تنسمت أرواحا سرت من ديار من ... بهم كان جمع الشمل لمحة حالم ) .
( وجاوبت من يلحى على ذاك جاهلا ... بقول لبيب بالعواقب عالم ) .
( وما أنشق الأرواح إلا لأنها ... تمر على تلك الربى والمعالم ) .
وما أحسن قول الآخر .
( سرت من نواحي الشام لي نسمة الصبا ... وقد أصبحت حسرى من السير ظالعة ) .
( ومن عرق مبلولة الجيب بالندى ... ومن تعب أنفاسها متتابعة ) .
وقلت أنا .
( حمدت وحق الله للشام رحلة ... أتاحت لعيني اجتلاء محياه ) .
( وبعد التنائي صرت أرتاح للصبا ... لأن الصبا تسري بعاطر رياه ) .
( فلله عهد قد أتاح بجلق ... سرورا فحياها الإله وحياه ) .
واستحضرت عند جد السير قول صفوان بن