يعني فعل الأمر للواحد من وأى يئي إذا أضمر فإنك تقول فيه إ يا زيد على حرف واحد وهو الهمزة المقطوعة فإذا قلت قل إ ونقلت حركته على لغة النقل إلى الساكن صار هكذا قل فذهب فعل الأمر وفاعله فهي كلمات أربع فعلا أمر وفاعلاهما جمعن في حرفين القاف واللام فافهم وأحسن من هذا قوله ملغزا في ذلك أيضا .
( في أي لفظ يا نحاة الملة ... حركة قامت مقام الجملة ) وبالجملة فمحاسنه كثيرة C تعالى ورضي عنه ومن فوائده قوله حكى لي بعض علماء المالكية قال كنا نقرأ المدونة على الشيخ سراج الدين البلقيني الشافعي فوقعت مسألة خلافية بين مالك والشافعي فقال الشيخ في مسألة مذهبنا كذا في مسألة لم يقل فيها الشافعي بما قال وإنما نسبها البلقيني لنفسه ثم فطن وخاف ينتقد عليه المالكية ويقولوا له أنت شافعي وهذا ليس مذهب الشافعي فقال فإن قلتم يا مالكية لسنا بمالكية وإنما أنتم شافعية قلنا كذلك أنتم قاسمية وقد اجتمعنا الكل في مالك قال وهذا الكلام حلو حسن في غاية الإنصاف من الشيخ قال ولما قرئ عليه كتاب الشفاء مدحه وأثنى عليه إلى الغاية وكان يحضره جماعة من المالكية فقال القاضي جمال الدين ابنه ما لكم يا مالكية لا تكونون مثل القاضي عياض فقال له أبوه الشيخ سراج الدين المذكور وما لك لا تقول للشافعية ما لكم يا شافعية لا تكونون مثل القاضي عياض ومن فوائد الراعي في باب العلم من شرحه على الألفية في الكلب عشر خصال محمودة ينبغي أن تكون في كل فقير لا يزال جائعا وهو من دأب الصالحين ولا يكون له موضع يعرف به وذلك من علامة المتوكلين ولا ينام من الليل إلا القليل وذلك من صفات المحبين وإذا مات لا يكون له ميراث وذلك من أخلاق الزاهدين ولا يهجر صاحبه وإن جفاه وطرده