وقد ذكرت كلام ابن سعيد هذا بجملته في غير هذا الموضع فليراجع وكان ابن البيطار أوحد زمانه في معرفة النبات سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم والمغرب واجتمع بجماعة كثيرة من الذين يعانون هذا الفن وعاين منابته وتحققها وعاد بعد أسفاره وخدم الكامل بن العادل وكان يعتمد عليه في الأدوية والحشائش وجعله في الديار المصرية رئيسا على سائر العشابين وأصحاب البسطات ومن بعده خدم ولده الصالح وكان حظيا عنده إلى أن توفي بشعبان سنة 646 التي توفي بها ابن الحاجب وله من المصنفات كتاب الجامع في الأدوية المفردة وكتاب المغني أيضا في الأدوية وكتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام وكتاب الأفعال العجيبة والخواص الغريبة وشرح كتاب ديسقوريدوس قال الذهبي انتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه وتوفي بدمشق انتهى .
305 - ومنهم الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي البسطي الشهير بالقلصادي - بفتحات - كما قال السخاوي الصالح الرحلة المؤلف الفرضي آخر من له التآليف الكثيرة من أئمة الأندلس وأكثر تصانيفه في الحساب والفرائض كشرحيه العجيبين على تلخيص ابن البناء والحوفي وكفاه فخرا أن الإمام السنوسي صاحب العقائد أخذ عنه جملة من الفرائض والحساب وأجازه جميع مروياته وأصله من بسطة ثم انتقل إلى غرناطة فاستوطنها وأخذ بها عن جماعة كابن فتوح والسرقسطي وغيرهما ثم ارتحل إلى المشرق ومر بتلمسان فأخذ بها عن الإمام عالم الدنيا ابن مرزوق والقاضي أبي الفضل قاسم العقباني وأبي العباس ابن زاغ وغيرهم