( يكون في بربرها قيامه ... وقرة العرب لها إكرامه ) .
واتفق أن قرة انحرفوا عن الحاكم فمالوا إليه وحصروا معه مدينة برقة حتى فتحوها وخطبوا له فيها بالخلافة وكان قيامه في رجب سنة 397 فهزم عسكر باديس الصنهاجي صاحب إفريقية وعسكر الحاكم بمصر وأحيا أمره وخاطبه بطانة الحاكم لكثرة خوفهم من سفك الحاكم الدماء ورغبوه في الوصول إلى أوسيم وهو مكان بالجيزة قبالة القاهرة فلما وصل إليها قام بمحاربته الفضل بن صالح القيام المشهور إلى أن هزم أبا ركوة ثم جاء به إلى القاهرة فأمر الحاكم أن يطاف به على جمل ثم قتل صبرا في 13 رجب سنة 399 ولما حصل في يد الحاكم كتب إليه .
( فررت ولم يغن الفرار ومن يكن ... مع الله لم يعجزه في الأرض هارب ) .
( ووالله ما كان الفرار لحاجة ... سوى فزعي الموت الذي أنا شارب ) .
( وقد قادني جرمي إليك برمتي كما اجتر ميتا في رحى الحرب سالب ) .
( وأجمع كل الناس أنك قاتلي ... فيا رب ظن ربه فيه كاذب ) .
( وما هو إلا الانتقام وينتهي ... وأخذك منه واجبا وهو واجب ) .
ولأبي ركوة المذكور أشعار كثيرة منها قوله .
( بالسيف يقرب كل أمر ينزح ... فاطلب به إن كنت ممن يفلح ) .
وله .
( على المرء أن يسعى لما فيه نفعه ... وليس عليه أن يساعده الدهر ) وقوله .
( إن لم أجلها في ديار العدا ... تملأ وعر الأرض والسهلا ) .
( فلا سمعت الحمد من قاصد ... يوما ولا قلت له أهلا )