بانت وما قضيت منها لبانات يدني التوهم للمشتاق منتزحا من الأمور وفي الأوهام راحات تقضى عدات إذا هب الكرى وإذا هب النسيم فقد تهدى تحيات زور يعلل قلب المستهام به دهرا وقد بقيت في النفس حاجات لعل عتب الليالي أن يعود إلى عتبى فتبلغ أوطار ولذات حتى نفوز بما جاد الخيال به فربما صدقت تلك المنامات ولما أعرس المستعين بالله ببنت الوزير الأجل أبي بكر بن عبد العزيز احتفل أبوه المؤتمن في ذلك احتفالا شهره وأبدع فيه إبداعا راق من حضره وبهره فإنه أحضر فيه من الآلات المبتدعة والأدوات المخترعة ما بهر الألباب وقطع بذكائه دون معرفتها الأسباب واستدعى إليه جميع أعيان الأندلس من دان وقاص ومطيع وعاص فأتوه مسرعين ولبوه متبرعين وكان مدير تلك الآراء ومدبرها ومنشئ مخاطباتها ومحبرها الوزير الكاتب أبو الفضل وصدرت عنه في ذلك الوقت كتب ظهر إعجازها وبهر اقتضابها وإيجازها فمن ذلك ما خاطب به صاحب المظالم أبا عبد الرحمن بن طاهر