902 - أبو الحسن هذا كان من بيت الصلاح وجده من قبل أمه عمر بن داروا رئيس طرابلس وكبيرها في العلم والجود قدم الإسكندرية متفقها فبلغ المنى وكان له اهتمام بالتواريخ وصنف لطرابلس توريخا وقفت عليه وانتخبت منه ما استغربته وحدثني به وقد كتب عني كثيرا وكان فاضلا في فنون شتى وله شعر لا بأس به وخرج حاجا وأدركته المنية بمكة على ما ذكره لي أبو البقاء يعيش بن المفرج الأندلسي في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وكان قد زار قبل أيام الحج وحبس كتبه على طلبة العلم بقلعة بني حماد .
903 - أنشدني أبو الحسن علي بن عياد بن صدقة الأسدي المعروف بابن القيم لنفسه بالثغر .
( إذا تقدم بي في رتبة كبر ... فما يؤخرني عن غاية صغر ) .
( ليس الذقون وإن طالت بنافعة ... الشعر يرفع من قدري أم الشعر ) .
( أعاف عون المعاني وهي شاردة ... عنهم واطرق أبكارا فأبتكر ) .
( لي خاطر ناثر بالعلم ما نظموا ... وناظم من عقود المدح ما نثروا ) .
( وكم أبى البحر أن يندى لوارده ... ماء وجاد به في المهمه الحجر ) .
( لو لم يطل أحد إلا بوالده ... أو دل أصل على فرع كما ذكروا ) .
( لم يعتقد ظلم أهل البيت مفترضا ... عبد العزيز ومن أولاده عمر ) - البسيط - .
904 - ابن عياد هذا كان من فحول شعراء ديار مصر على صغر سنه ومن شعراء السلطان ودخل فيما لا يعنيه فأمر بقتله .
وقد أنشدني مقطعات بمصر وقبل ذلك بالإسكندرية وكان أبوه قيم جامعها وكذلك أخوه وهو قبل أن قال الشعر .
وقد ذكر لي فوز بن علي الطائي أنه قتل سنة ست وعشرين وخمسمائة .
905 - سمعت ابا الحسن علي بن إبراهيم بن المعلم النحوي يقول سمعت أبا الحسن التونسي اللغوي يقول وأنشد شيئا من شعر ابن عياد القيم فقال