ينفرد بكتاب أبي المنمر الطرابلسي في الفرائض يرويه عن خلف بن محمد بن الحسين عنه .
61 - توفي أبو العباس أحمد بن عطيه المعروف بابن أبي موسى التاجر بالثغر في شعبان سنة سبع وعشرين وخمسمائة وصليت أنا عليه وحضره خلق كثير بباب الأخضر ودفن هناك عند محرسه الذي عمره C تعالى وكنت قد علقت عنه حكايات وكان من الصالحين وقد دخل العراق والشام وبلاد خراسان والهند تاجرا ووصل إلى الصين وكان يحكي عجائب رآها في سفره ويفعل الخير الكثير ويتصدق نفعه الله بذلك في آخرته بفضله وكرمه .
62 - سمعت أبا الحسين أحمد بن علي بن هاشم الكتبي المعروف بابن الموقفي بمصر وجرى ذكر كرامات الأولياء فقال كان في جواري شيخ أندلسي صالح كثير الصلاة بالليل والنهار كثير القراءة للقرآن فبعث إلي يوما فدخلت عليه فقال وهو قاعد ليس به مرض شديد أنا أموت غدا ولهذه المرأة وأشار إلى امرأته علي عشرون درهما بقية مهرها وليس لي سوى هذه العشرة الدراهم وهي عند رأسي إذا نمت وأشار إليها وهذه الأجزاء ربما تساوي عشرين درهما وأحب منك أن تواريني وتوفي ما علي فقلت ما أنت إلا بخير والله تعالى يهب لك العافية وخرجت وأنا متهاون بقوله .
فلما كان في اليوم الثاني جاءني من أخبرني بوفاته فذهبت إليه فإذا هو قد نزل من غرفته إلى المسجد ونام مستقبل القبلة وقبض .
فقام علي شعر بدني واهتممت بغسله ودفنه وعلمت أن لله تعالى أولياء لا يطلع عليهم وعلى أحوالهم إلا من شاء متى شاء .
63 - ابن الموقفي هذا كتبي مشهور بمصر اشتريت منه بها كثيرا من الكتب وكان يحفظ شعر جماعة من المصريين وسمعته يقول ولدت بالإسكندرية سنة أربع وستين وأربعمائة وعلقت عنه فوائد وذكر لي أبو عمرو الأفقم الأندلسي أنه توفي بمصر في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة