592 - أبو البركات هذا كان من أخص الناس بي ويصلي كل يوم عندي الظهر والعصر معا إلا إذا كان له عذر ويسمع ما يقرأ عندي وكان عفيفا من أهل الأدب حسن الخط وقد قرأ على ابن القطاع شيئا من اللغة وله اهتمام بالعروض وليس له في الشعر طبع ولم يكن يزن بيتا مع كثرة اشتغاله بالعروض .
لكنه أنشدني قال أنشدني أبي عبد الرحمن عقيب مرض كان قد برح به لنفسه .
( ألم ترني على جزعي ... نجوت ولم أكد أنجو ) .
( رجاء الله أنقذني ... ولم أك غيره أرجو ) - الوافر - .
593 - سمعت أبا البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن السوسي بالإسكندرية يقول رأيت جدتي لأمي في المنام بعد موتها فسألتها عن حالها فقالت لم ار من الله إلا خيرا فكررت السؤال عليها فقالت يا بني اتق الله تعالى وكل الحلال .
ثم انتبهت .
وفي ورقة أخرى .
594 - سمعت ابا البركات عبد الواحد بن عبد الرحمن بن غلاب البلوي السوسي القضاعي بالثغر يقول سمعت مكي بن محمد بن عيسى النحوي يقول حضرت عند أبي علي بن الحضرمي القيرواني وسأله ابن سابق الصقلي عن مسألة كلامية فقال هذا السؤال في نفسه فاسد فصححه ليصح لك الجواب فخجل ابن سابق وسكت .
595 - أبو البركات هذا كان من آنس الناس بي إلى أن توفي وسمع علي وبقراءتي كثيرا على جماعة من شيوخ الثغر وقرأ على ابن القطاع شيئا من اللغة والعروض ولم يكن مع ذلك يزن الشعر ويكتب خطا حسنا وتوفي C في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة .
596 - سمعته يقول سمعت والدتي تقول رأيت أمي في المنام بالقيروان بعد موتها وهي تقول يا بنتي إذا جئتني زائرة فاقعدي عند قبري ساعة أتملأ من النظر إليك ثم ترحمي علي فإنك إذا ترحمت علي صارت الرحمة بيني وبينك