- سأوصي بصيراً إِن دنوتُ من البلى ... وكلُّ امرئ : يوماً سيصبحُ فانيا .
- بأن لا تأنَّ الوُدَّ من متباعدٍ ... ولا تنأ إِن أمسى بقربِكَ راضيا .
- وذا الشرِ فاشنأهُ وذا الوُدِّ فاجزِه ... على وده أو زدْ عليه الغلانيا .
- وآسِ سراةَ الحيِّ حيثُ لقيتَهم ... ولا تكُ عن حَمْلِ الرباعةِ وانيا .
- وإِن بشراً يوماً أحال بوجهِه ... عليك فحلْ عنه وإِن كنتَ دانيا .
- وإِن تُقى الرحمنِ لا شيءَ مثلهُ ... فصبراً إِذا تَلْقلى السحاقَ الغراثيا .
- ورَبَّكَ لا تشرِكْ به إِن شِرْكَهُ ... يَحُطُّ من الخيراتِ تلكَ البواقيا .
- بل اللّهَ فاعبدْ لا شريكَ لوجههِ ... يكنْ لك فيما تكدحُ اليومَ راعيا .
- وإِياكَ والميتاتِ لا تقربنَّها ... كفى بكلامِ اللَّهِ عن ذاكَ ناهيا .
- ولا تعدنَّ الناسَ ما لسْتَ مُنْجزاً ... ولا تشتمنْ جاراً لطيفا مُصافيا .
- ولا تزهدَنْ في وَصْلِ أهلِ قرابةٍ ... ولا تكُ سَبْعاً في العشيرةِ عاديا .
- وإِن امرأً أسدى إِليكَ أمانةً ... فأوفِ بها إِن مُتَّ سُمِّيْتَ وافيا .
- ولا تحسدِ المولى وإِن كان ذا غِنىً ... ولا تجفُهُ إِن كان في المالِ غانيا .
- ولا تَخْذُلنَّ إِن القومَ إِن نابَ مَغْرَمٌ ... فإِنكَ لاتعدم إِلى المجدِ داعيا .
- وكنْ من وراءِ لجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً ... وأوقدْ شهاباً يسفعُ الناسَ حاميا .
- وجارةِ جَنْبِ البيتِ لا تبغِ سِرَّها ... فإِنكَ لا تخفى من اللَّهِ خافيا .
- ( الرباعة : غرامة يتحملها سيد القوم عن ديات القتلى والمغارم .
ثم يسعى في جمعها من قومه ) ( الغراثيا : أي الجائع ) ( وأوقد شهابا : أي أعلن الحرب من أجل الجار ) .
الأعشى ميمون