4 - إنَّ الْمُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوَانٍَ .
هذا مثل تخبَّط في تفسيره كثيرٌ من الناس والصوابُ ما أثْبِتُهُ بعد أن أحكي ما قالوا .
قال بعضهم : إنما يحتاج إلى الوصية من يَسْهو ويَغْفُل فأما أنت فغيرُ محتاج إليها لأنك لا تسهو .
وقال بعضهم : يريد بقوله بنو سَهْوان جميعَ الناس لأن كلهم يسهو .
والأصْوَبُ في معناه أن يقال : إن الذين يُوَصَّوْنَ بالشيء يستولِي عليهم السهوُ حتى كأنه مُوَكَّل بهم ويدل على صحة هذا المعنى ما أنشده ابن الأعرابيّ من قول الراجز ( روى صاحب اللسان أولها في ( ع ل ا ) غير منسوب وآخرها في ( س ه ا ) منسوبا إلى زربن أو في الفقيمي ) : .
أنشد من خَوّارةٍ عِلْيَانْ ... مَضْبُورَة الكَاهِلِ كالبُنْيَانْ .
ألْقَتْ طَلاً بمُلْتَقَى الْحَوْمَانْ ... أكثر ما طافت به يَوْمَانْ .
لم يُلْهِهَا عن هَمِّها قَيْدَانْ ... ولا الموصَّوْنَ مِنَ الرُّعْيَانْ .
إن الموصَّيْنَ بنو سَهْوَانْ .
يضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به والسَّهْوان : السهو ويجوز أن يكون صفة : أي بنو رجُلٍ سَهْوَان وهو آدم عليه السلام حين عُهِد إليه فسَهَا ونسى يقال : رجل سَهْوَانُ وسَاهٍ أي إن الذين يُوَصَّوْن لابِدْعَ أن يَسْهُوا لأنهم بنو آدم عليه السلام