586 - أَبْرَدُ مِنْ عَبْقَر .
وبعضهم يقول " من حبقر " وهما البرد عند محمد بن حبيب وأنشد فيهما : .
كأن فَاهَا عَبْقَرِيٌّ بارِدٌ ... أورِيحُ رَوْض مَسَّه تَنْضَاحُ رِكَ .
التنضاح : ما ترشَّش من المطر والرك : المطر الخفيف الضعيف وأحسن ما تكون الروضة إذا أصابها مطر ضعيف فمحمد بن حبيب يروي هذا المثل " أبردُ من عَبْقَرٍ " وأبو عمرو بن العلاء يرويه " أبْرَدُ من عَبّ قَرّ " قال : والعَبْ اسمٌ للبَرْد وأنشد البيت على غير ما رواه ابن حبيب فقال : .
كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍّ بَارِد ... أو ريحُ روض مَسَّهُ تَنْضَاحُ رِكْ .
قال : وبه سمى " عَبْ شَمْس " والمبرد يرويه " عَبْقُر " ذكر ذلك في كتابه المقتضب في أثناء أبنية الأسماء في الموضع الذي يقول فيه : العَبْقُرُّ البرد والعرنقصان نبت . وقال غيرهم : عَب الشمس ضوء الصبح فهذا أغرب تصحيف وقع في روايات علماء اللغة ومتى صحت رواية أبي عمرو وجَب أن يجري عبقر على هذا القياس فيقال " عب قر " وحجة من يجيز ذلك تسمية العرب البرد بحَبِّ المُزْن وحب الغَمَام وجاء ابن الأعرابي فوافَقَ أبا عمرو في هذا المثَل بعضَ الوفاق وخالفه بعض الخلاف زعم أن عب شمس بن زيد مناة بن تميم اسمُه عَبْءُ شمسٍ بالهمز : أي عدلها ونظيرها والعبآن : العدْلاَنِ قال : وقال أبو عبيدة : عب الشمس ضوؤها