4189 - نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَاماً .
قيل : إنه عصام بن شهبر حاجبُ النعمان بن المنذر الذي قَالَ له النابغة الذبياني حين حَجَبَهُ عن عيادة النعمان من قصيدة له .
فإنِّي لاَ ألُومُكَ في دُخُول ... وَلَكِنْ مَا وَرَاءَكَ يا عِصَامُ ؟ .
يضرب في نَبَاهة الرجل من غير قديم وهو الذي تسميه العرب " الخارجي " يعنى أنه خرج بنفسه من غير أولية كانت له قَالَ كثير : .
أبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيٍّ ... وَلَيْسَ قَدِيمُ مَجْدِكَ بِانْتِحَالِ .
وفي المثل " كن عصامياً ولاَ تكن عظامياً " وقيل : .
نَفَسُ عِصَامٍ سَوْدَتْ عَصَامَا ... وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإقْدَامَا .
وَصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا .
يُقَال : إنه وُصف عند الحجاج رجلٌ بالجهل وكانت له إليه حاجة فَقَالَ في نفسه : لأخْتَبِرَنَّهُ ثم قَالَ له حين دخل عليه : أعصامياً أنت أم عِظَامياً ؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عظاما ؟ فَقَالَ الرجل : أنا عصامي وعظامي فَقَالَ الحجاج : هذا أفضل الناس وقضى حاجته وزاده ومكث عنده مدة ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ فَقَالَ له : تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك قَالَ له : قل ما بدا لك وأصدقك قَالَ : كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك ؟ قَالَ له : والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت : أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر [ ص 332 ] .
وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم فَقَالَ الحجاج عند ذلك : المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً فذهبت مثلاً