2805 - أفْسَدُ مِنَ الضَّبُعِ .
لأنها إذا وقعت في الغنم عاثت ولم تكتف بما يكتفي به الذئب ومن عَيْثِ الضبع وإسرافها في الإفساد استعارت العرب اسمها للسَّنَة المُجْدِبة فَقَالوا : أكلَتْنَا الضَّبُعُ وقَال ابن الأعرابي : ليسوا يريدون بالضبع السَنَة المجدبة وإنما هو أن الناس إذا أجدبوا ضَعُفُوا عن الانبعاث وسَقَطَتْ قُوَاهم فعاثت بهم الضباع والذئاب فأكلتهم قَال الشاعر : .
أبَا خُرَاشَةَ أمَّا أنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فَإنَّ قَوْمِىَ لَمْ تأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ .
أي قومى ليسوا بضِعَافٍ تَعِيثُ فيهم الضباع والذئاب فإذا اجتمع الذئب والضبع في الغنم سلمت الغنم . قَال حمزة : حدثني أبو بكر بن شُقَير قَال : حضرت المبرد وقد سئل عن قول الشاعر : .
وَكانَ لهَا جَارَانِ لاَ يَخْفِرَانِهَا ... أَبُو جَعْدَةَ الْعَادِى وَعَرْفَاءُ جَيْأَلُ .
فَقَال : أبو جعدةَ الذئبُ وعَرْفاء : الضبع فيقول : إذا اجتمعا في غَنَم مَنَع كلُّ واحد منهما صاحبه . وقَال سيبويه في قولهم " اللهم ضبعاً وذئباً " أي اجْمَعْهُما في الغنم وأما قولهم :