2758 - فَرَقاً أَنْفَعُ مِنْ حُبٍّ .
أولُ من قَال ذلك الحجاجُ للغَضْبَان بن الْقَبَعْثَرَى الشَّيْبَاني وكان لما خلع عبدُ الله بنُ الجارُودِ وأهلُ البصرة الحجاجَ وانتهبوه قَال : يا أهل العراقَ تَعَشَّوُا الْجَدْيَ قبل أن يتغداكم فلما قَتَلَ الحجاجُ ابنَ الجارود أخذ الغَضْبَان وجماعةً من نُظَرائه فحبسهم وكتب إلى عبد الملك بن مروان بقتل ابن الجارود [ ص 77 ] وخَبَرِهم فأرسل عبدُ الملك عبدَ الرحمن بن مسعود الفَزَارِيَّ وأمره بأن يؤمِّنَ كلَّ خائف وأن يخرج المحبوسين فأرسل الحجاج إلى الغَضْبَان فلما دخل عليه قَال له الحجاج : إنك لَسَمين قَال الغضبان : مَنْ يَكُنْ ضيفَ الأمير يَسْمَنْ فَقَال : أأنْتَ قلت لأهل العراقَ تَعَشَّوُا الجدْىَ قبل أن يتغداكم ؟ قَال : ما نفَعَتْ قائلَها ولا ضَرّتْ من قِيلَتْ فيه فَقَال الحجاج : أوْفَرَقاً خيرٌ من حُبٍّ فأرسلها مَثَلاً .
يضرب في موضع قولهم " رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوت " أي لأن يُفْرَقَ منك فرقاً خيرٌ من أن تُحُبَّ