2742 - فِي بَيتِهِ يُؤتَى الحَكَمُ .
هذا مما زعمت العرب عن ألسُنِ البهائم قَالوا : إن الأرنب التقطتْ ثمرةً فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب فَقَالت الأرنب : يا أبا الحِسْل فَقَال : سميعاً دَعَوْتِ قَالت : أتيناك لنختصم إليك قَال : عادِلاً حَكَّمْتُما قَالت : فاخرج إلينا قَال : في بيته يُؤتى الحكم قَالت : إني وجدت ثمرة قَال : حُلْوَة فكُلِيها قَالت : فاخْتَلَسَها الثعلب قَال : لنقسه بغَى الخَيْرَ قَالت : فَلَطَمْتُه قَال : بحقِّكِ أخَذْتِ قَالت : فَلَطَمَنِي قَال : حُرٌّ انتصر قَالت : فاقْضِ بيننا قَال : قد قَضَيْتُ فذهبت أقواله كلها أمثالاً قلت : ومما يشبه هذا ما حكى أن خالد بن الوليد لما توجَّه من الحجاز إلى أطراف العراقَ دخل عليه عبد المسيح بن عمرو بن نُفَيلَة فَقَال له خالد : أين أقصى أثَرِكَ ؟ قَال : ظَهْرُ أبي قَال : من أين خرجت قَالَ : من بطن أمي قَال عَلاَمَ أنت ؟ [ ص 73 ] قَال : على الأرض قَال : فيمَ أنت ؟ قَال : في ثيابي قَال : فمن أينَ أقبَلْتَ ؟ قَال : من خَلْفي قَال : أين تريد ؟ قَال : أمامي قَال : ابنُ كمْ أنت ؟ قَال : ابن رَجُلٍ واحد قَال : أتعقل ؟ قَال : نعم وأقيَّدُ قَال : أحَرْبٌ أنت أم سَلْمِ ؟ قَال : سَلْم قَال : فما بال هذه الحصون ؟ قَال : بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه . ومثل هذا أن عَدِيَّ بن أرْطَاةَ أتى إياسَ بن مُعاوية قاضيَ البصرة في مجلس حكمه وعَدِيٌّ أمير البصرة وكان أعرابيَّ الطبع فَقَال لإياس : ياهناه أين أنت ؟ قَال : بينك وبين الحائط قَال : فاسْمَع مني قَال : للاستماع جَلَسْتُ قَال : إني تزوجْتُ امرَأة قَال : بالرِّفَاء والبَنين قَال : وشَرَطْتُ لأهلها أن لا أخرجها من بينهم قَال : أوْفِ لهم بالشرط قَال : فأنا أريد الخروج قَال : في حفْظِ الله قَال : فاقضِ بيننا قَال : قد فعلْتُ قَال : فَعَلى مَنْ حكمت ؟ قَال : على ابن أخي عمك قالَ بشهادة مَنْ ؟ قَال : بشهادة ابن أختِ خالتك