2731 - أفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقْنِ .
أفلت : يكون لازماً ويكون متعدياً وهو هنا لازم ونصب " جريعة " على الحال كأنه قَال : أفلت قاذفاً جريعة وهو تصغير جُرْعَة وهي كناية عما بقى من روحه يريد أن نفسه صارت في فيه وقريباً منه كقرب الجرعة من الذقن قَال الهُذْلى : .
نَجَا سَالِمٌ والنَّفسُ مِنْهُ بِشِدِقِه ... ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا .
قَال يونس : أراد بجفن سيف ومئزر وقَال الفراء نصبه على الاستثناء كما تقول : ذهب مال زيد وَحَشَمُه إلا سعداً وعبيدا ويقولون : أفلت بجُرَيْعةِ الذَّقن وبجريعاء الذقن وفي رواية أبي زيد " أفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ " وأفلت على هذه الرواية يجوز أن [ ص 70 ] يكون متعدياً ومعناه خلصني ونجاني ويجوز أن يكون لازماً ومعناه تخلص ونجا مني وأراد بأفْلَتَنِي أفلَتَ مني فحذف " من " وأوصل الفعل كقول امرئ القيس .
وأفْلَتَهُنَّ عِلْبسَاءٌ جَرِيضَاً ... وَلَوْ أدْرَكْتُهُ صَفِرَ الِوطَابُ .
أراد أفلت منهن أي من الخيل وجريضا : حال من علباء ثم قَال " ولو أدْرَكْنَه " أي الخيل لصَفِرَ وطابه : أي لمات فهذا يدلّ على أن " أفلتني " معناه أفلت مني وصغر " جريعة " تصغير تحقير وتقليل لأن الجُرعة في الأصل اسمٌ للقليل مما يُتَجَرَّع كالحُسْوة والغُرْفة والقُدْحة وأشباهها ومنه " نَوقَ مجاريع " أي قليلات اللبن ونصب جريعة على الحال وأضافها إلى الذقن لأن حركة الذقن تدل على قرب زهوقَ الروح والتقدير : أفلتني مُشْرِفاً على الهلاك ويجوز أن يكون جريعة بدلاً من الضمير في أفْلَتَني أي أفلت جريعةَ ذقني يعني باقي روحي وتكون الألف واللام في " الذقن " بدلاً من الإضافة كقول الله D ( ونهى النَّفْس عَن الهَوى ) أي عن هواها وكقول الشاعر : .
وآنُفُنَا بين اللَّحَى وَالحواجب .
ومن روى " بجريعة الذقن " فمعناه خَلَّصني مع جُرَيَعْة كما يُقَال : اشترى الدار بآلاتها مع آلاتها