2667 - غُدَّةُ كَغُدَّةِ البَعِيرِ وَمَوْتٌ في بيْتِ سَلُولِيَّةٍ .
ويروى " أغدة وموتاً " نصبا على المصدر أي أؤُغَدُّ إغْدَاداً وأموت موتاً يُقَال " أَغَدَّ البعيرُ " إذا صار ذا غُدَّة وهي طاعونة ومن روى بالرفع فتقديره : غدتى كغدة البعير وموتى موت في بيت سلولية وسلول عندهم أقلُّ العرب وأذُّلهم وقَال : .
إلى الله أَشْكُو أننَّي بتُّ طَاهِراً ... فَجَاء سَلُولي فبَالَ عَلى رِجْلي .
فقلت : اقطعُوهَا بارَكَ الله فيكُمُ ... فإنِّي كَريمٌ غيرُ مُدْخِلِهَا رَحْلىِ .
وهذا من فول عامر بن الطُّفَيْل قَدِمَ على النبي A وقدم معه أَرْبَدُ بن قيس أخو لَبيد ابن ربيعة العامري الشاعر لأمه فَقَال رجل : يا رسول الله هذا عامر بن الطُّفَيل قد أقبل نحوك فَقَال دعْهُ فإن يُردِ الله تعالى به خيراً يَهْدِهِ فأقبل حتى قام عليه فَقَال : يا محمد مالي إن أسلمت ؟ قَال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قَال : تجعل لي الأمر بعدك قَال : لا ليس ذاك إلى إنما ذاك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء قَال : فتجعلني على الوَبَر وأنت على المَدَرْ قَال : لا قَال : فماذا تجعل لي ؟ قَال A : أجعلُ لك أَعِنَّةَ الخيل تغزو عليها قَال : أو ليس ذلك إليَّ اليومَ ؟ وكان أوصى إلى أربد بن قيس إذا رأيتني أكلمه فدُرْ من خَلْفه فاضربه بالسيف فجعل عامر يخاصم رسول الله A ويراجعه فدار أربد خلف النبي A ليضربه فاخترط من سيفه شبرا ثم حبَسَه الله تعالى فلم يقدر على سَلِّهِ وجعل عامر يُومئ إليه فالتفت رسول الله A فرأى أربد وما يصنع بسيفه فَقَال A : اللهم اكفِينِيهَما بما شِئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقةً في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هارباً وقَال : يا محمدُ دعوتَ رَبَكَ فقتل أربد والله لأملأنَّهَا عليك خيْلاً جُرْداً وفتياناً مُرْداً فَقَال رسول الله A : يمنعُكَ الله تعالى من ذلك وابنا قَيْلَةَ - يريد الأوس والخزرج - فنزل عامر ببيت امرَأة سَلُولَّية فلما أصبح ضَمَّ عليه سلاحَهُ وخرج وهو يقول : واللات لئن أصْحَرَ محمد إلى وصاحبه - يعني ملك الموت - لأنفذنَّهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فَلَطَمه بجناحه فأذرأه في التراب وخرجت على ركبته غُدَّة في الوقت عظيمة فعاد إلى بيت السَّلولية وهو يقول : غُدَّة [ ص 58 ] كغُدَّةِ البعير وموت في بيت سلولية ثم مات على ظهر فرسه .
يضرب في خَصْلَتين إحداهما شر من الآخَرى