22 - إنَّ عَلَيْكَ جُرَشْاً فَتَعَشَّه .
يقال : مضى جُرْشٌ من الليل وجَوْش : أي هزيع .
قلت : وقوله " فتعشه " يجوز أن تكون الهاء للسكت مثل قوله تعالى : { لم يَتَسَنّهْ } في أحد القولين ويجوز أن تكون عائدة إلى الْجَرْش على تقدير : فتعشَّ فيه ثم حذف " في " وأَوْصَلَ الفعلَ إليه كقول الشاعر : .
وَيَوْمٍ شَهدْنَاهُ سُلَيْماً وَعَامِراً ... قَلِيلٌ سِوَى الْطعنِ الدِّرَاكِ نَوَافِلُهْ [ ص 13 ] .
أي شهدنا فيه .
يضرب لمن يؤمر بالاتّئاد والرفق في أمرٍ يبادره فيقال له : إنه لم يَفُتْكَ وعليك ليل بعدُ فلا تعجل .
قال أبو الدقيش : إن الناس كانوا يأكلون النسناس وهو خَلْقٌ لكل منهم يدٌ ورجل فرعى اثنان منهم ليلا فقال أحدهما لصاحبه : فَضَحك الصبحُ فقال الآخر : إن عليك جَرْشاً فتعشَّهْ . قال : وبلغني أن قوما تبعوا أحد النسناس فأخذوه فقال للذين أخذاه : .
يارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُمَانِي ... لمتُّمَا أَوْ لَتَركْتُمَانِي .
فأدرِكَ فذُبح في أصل شجرة فإذا في بطنه شَحْم فقال آخر من الشجرة : إنه آكِلُ ضَرْوٍ فقال الثالث : فأنا إذن صُمَيْمِيت فاستنزل فذبح