1729 - زَوْجُُ مِنْ عُودٍ خَيْرُُمِنْ قعُودٍ .
هذا المثل لبعض نساء الأعراب قال المبرد : حدثني علي بن عبد اللّه عن ابن عائشة قال : كان ذو الإصبع العَدْوَانيّ رجلا غَيُوراً وله بنات أربع وكان لا يزوجهن غَيْرَةً فاستمع عليهن يوما وقد خَلَوْنَ يتحدثْنَ فقالت : قائلة منهن : لِتَقُلْ كلُّ واحدةٍ منا ما في نفسها ولنصدق جميعا فقالت كُبْرَاهُن : .
ألا لَيْتَ زوجي من أناسٍ ذَوِي غِنىً ... حديثُ شبابٍ طَيِّبُ النَّشْرِ والذِّكْرِ .
لَصُوق بأكْبَادِ النساء كأنه ... خَليِفَةُ حان لا يقيم على هَجْرِ [ ص 321 ] .
وقالت الثانية : .
ألا ليته يُعْطى الجمال بَديهَةً ... له جَفْنة تَشْقَي بها النِّيبُ وَاُلجزْرُ .
له حكمات الدهر من غير كبْرَةٍ ... تَشِينُ فلا وَانٍ ولا ضَرِعٌ غَمْرُ .
فقلن لها : أنت تريدين سيدا وقالت الثالثة : .
ألا هَلْ تراها مَرّةً وحليلُهاَ ... أشَمّ كنصْلِ السيفِ عَيْنِ الُمهَّند .
عليمٌ بأدْوَاءِ النِّساء ورَهْطُهُ ... إذا ما انتْمَىَ مِنْ أهْل بيتي ومَحْتِدِى .
فقلن لها : أنت تريدين ابنَ عَمٍّ لك قد عرفته وقلن للصغرى : ما تقولين ؟ قالت : لا أقول شيئاً فقلن : لا نَدَعُك وذاك إنك قد اطَّلَعت على أسرارنا وتكتمين سرك فقالت : زَوْجٌ من عود خير من قعود فخُطِبْنَ فزوجن جُمَع ثم أمهلهن حولا ثم زار الكبرى فقال لها : كيف رأيتِ زوجَكِ ؟ فقالت : خير زوج يُكْرِم أهْلَه وينسى فضله قال : فما مالُكم ؟ قالت الإبل قال : وما هي ؟ قالت : نأكل لحمانها مزعا ونشرب ألبانها جرعا وتحملنا وضَعَفَتنا معا فقال : زوج كريم ومال عميم . ثم زار الثانية فقال : كيف رأيتِ زوجَكِ ؟ قالت : يكرم الْحَليلة ويُقَرِّبُ الوَسِيلة قال : فما مالُكم ؟ قالت : البقر قال وما هي ؟ قالت : تألف الفِناء وتملأ الإناء وتُودِك السِّقاء ونساء مع نساء فقال : رَضِيت فحَظِيت . ثم زار الثالثة فقال : كيف رأيتِ زوجَكِ ؟ فقالت : لا سَمْح بذر ولا بخيل حكر قال : فما مالكم ؟ قالت المِعْزَى قال : وما هي ؟ قالت لو كنا نولدها فطما ونسلخها أدما لم نبع بها نَعَما فقال : جذو مُغْنية . ثم زار الرابعة فقال كيف رأيتِ زوجَكِ ؟ قالت : شر زوج يكرم نفسه ويهين عِرْسَه قال : فما مالكم ؟ قالت : شر مال الضأن قال : وما هي ؟ قالت : جُوفٌ لا يَشْبَعْن وهِيم لا يَنْقَعْن وصُمٌّ لا يسمعن وأمْرَ مُغْوِيتهن يَتْبَعْن فقال أشبه امرؤ بعضَ بزه ( في أصول هذا الكتاب " أشبه أمره بره " وانظر المثل رقم 1773 الآتي ) .
قال علي بن عبد اللّه : قلت لابن عائشة : ما قولها " وأمْرَ مغويتهن يتبعن " ؟ قال أما تراهُنَّ يمررن فتسقُطُ الواحدةُ منهن في ماء أو وحَل أو غير ذلك فيتبعنها عليه وقوله " جذو مغنية " جمع جذوة وهي القطعة . [ ص 322 ]