1654 - رمَاهُ اللّه بالصُّدَامِ وَالأَوْلَقِ وَالْجُذاَمِ .
الصُّدَام : داء يأخذ في رؤوس الدواب قال الجوهري : هو الصِّدَام بالكسر وقال الأزهري : بالضم . قلت : وهذا هو القياس لأن الأدواء على هذه الصيغة وردت مثل الزُّكَام والسُّعَال والْجُذَام والصُّدَاع والخُرَاع وغيرها والأوْلَقُ : الْجُنُون وهو فَوْعَل لأنه يقال " رجُلٌ مُؤَوْلَقٌ " أي مجنون قال الشاعر : .
وَمُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كيَّةَ رأسِهِ ... فَتَرَكْتُهُ ذَفِراً كرِيح الْجَوْرَبِ .
ويجوز أن يكون وزنه أفعل لأنه يقال : أُلِقَ الرجل فهو مألوق أي جُنَّ فهو مجنون . والْجُذَام : داء تتقرَّح منه الأعضاء وتتعفَّن وربما تساقَطُ نعوذ باللّه منه ومن جميع الأدواء .
والمثلُ من قول كثير بن المطلب بن أبي وَدَاعة .
قال الرياشي : كتب هشام إلى والي المدينة أن يأخذ الناسَ بسبِّ علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه فقال كثير : .
لَعَنَ اللّه من يَسُبُّ حُسَيْناً ... وأخاه من سُوقَةٍ وإمَامِ .
ورَمَي اللّه من يَسُبُّ عليّاً ... بصُدَامٍ وَأَوْلَقٍ وَجُذَامِ .
طِبْتَ بيتاً وطاب أَهْلُكَ أهْلاً ... أَهْلِ بَيْتِ النبي والإسْلاَمِ .
رَحْمَةُ اللّه والسَّلاَمُ عليكم ... كلَّما قام قائم بسَلاَمِ .
يأْمَنُ الطيرُ والظَّباءُ ولا يأ ... مَنُ رَهْطُ النبيِّ عند المقامِ .
قال : فحبسه الوالي وكتب إلى هشام [ ص 310 ] بما فعل فكتب إليه هشام يأمره بإطلاقه وأمر له بعطاء