1249 - خَالِفْ تذْكَرْ .
قال المفضل بن سلمة : أول من قال ذلك الحُطَيئة وكان ورَد الكوفة فلقي رجلا فقال : دُلَّني على أفتى المصر نائلا قال : عليك بعُتَيْبَةَ بن النَّهَاس العِجْلي فمضى نحو داره . فصادفه فقال : أنت عتيبة ؟ قال : لا قال : فأنت عَتَّاب ؟ قال : لا قال : إن اسمك لشَبِيه بذلك قال : أنا عتيبة فمن أنت ؟ قال : أنا جَرْوَل قال : ومن جَرْوَل ؟ قال : أبو مُلَيكة قال : والله ما ازْدَدْت إلا عَمًى قال : أنا الحُطَيئة قال : مرحَباً بك قال الحطيئة : فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو قال : أنت قال الحطيئة : خالِفْ تُذْكَرْ بل أشعر مني الذي يقول : .
ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ من دون عِرْضِهِ ... يَفِرْهُ ومَنْ لا يَتَّقِ الشتمَ يُشْتَمِ .
ومن يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضْلِهِ ... على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ .
قال : صدقت فما حاجتك ؟ قال : ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني وكان عليه مُطْرَف خزوجبة خز وعمامة خز . فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع ثيابه إليه ثم قال له : ما حاجتك أيضاً ؟ قال : مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ [ ص 233 ] وتمر وكسوة فدعا عَوْناً له فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله فقال الحطيئة : العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول : .
سُئِلْتَ فلم تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً ... فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ ولا حَمْدُ