1169 - أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ .
هو ذو الوَدَعَات واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ بني قيس بن ثعلبة وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له بَعير فجعل ينادي : مَنْ وجَد بعيري فهو له فقيل له : فلم تَنْشُده ؟ قال : فأين حلاوة الوجْدَان ؟ .
ومن حُمْقه أنه اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب إلى عرباض في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء فقالت الطفاوة : هذا من عرافتنا وقالت بنو راسب : بل هو من عرافتنا ثم قالوا : رضِينَا بأولِ من يطلع علينا فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم هَبَنَّقة فلما رأوه قالوا : إنَّا لِلَّه مَنْ طلع علينا ؟ فلما دنا قَصُّوا عليه قصتهم فقال هبنقة : الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه فإن كان راسبيا رسَب فيه وإن كان طفاويا طَفَا فقال الرجل : لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين ولا حاجة لي بالديوان .
ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف وهو ذو لحية طويلة فسُئِل عن ذلك فقال : لأعرف بها نفسي ولئلا أضل فبات ذات ليلة وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدها فلما أصبح ورأى القلادة في [ ص 218 ] عنق أخيه قال : يا أخي أنت أنا فمن أنا ؟ .
ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان في العشب ويُنَحِّى المهازيلَ فقيل له : ويحك ما تَصْنَع ؟ قال : لا أفسد ما أصلحه اللّه ولا أصلح ما أفسده قال الشاعر فيه : .
عِشْ بَجدٍّ ولَنْ يَضُرَّكَ نوْكٌ ... إنما عَيْشُ مَنْ تَرَى بِجُدودِ .
عِشْ بِجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ الْقَيْ ... ِسيَّ ( القيسي ) نوكاً أوْ شَيْبَةَ بن الوليد .
رُبَّ ذِي إربة مُقِل مِنَ الما ... لِ وَذِي عنجهية مَجْدودِ .
العنجهية : الجهل وشيبة بن الوليد : رجل من رجالات العرب