رأيت السلامي في مجلس ظننت أن عطاردا نزل من الفلك الي ووقف بين يدي ولما توفي عضد الدولة تراجع طبع السلامي ورقت حاله ثم ما زالت تتماسك مرة وتتداعى اخرى حتى انتقل الى جوار ربه في سنة اربع وتسعين وثلاثمائة .
ما اخرج من غرره في النسيب والغزل .
قال من الوافر .
( منيت بمن إذا منيت افضت ... مناي الى بنفسج عارضيه ) .
( وفاضت رحمة لي حين ولى ... مدامع كاتبي وكاتبيه ) - الوافر - .
وقال ايضا من المتقارب .
( ومختصر الخصر من بعده ... هربت فألقيت في صده ) .
( وقابلني وجهه مقبلا ... بحد الحسام وإفرنده ) .
( فما زلت اعصر من خده ... واقطف من مجتنى ورده ) .
( اشم بنفسج اصداغه ... وزهرا تعصفر في خده ) .
( وأظما فأرشف من ريقه ... فيا حر صدري من برده ) .
( وما للحاظ سوى وجهه ... وما للعناق سوى قده ) - المتقارب - .
وقال ايضا سامحه الله تعالى من الطويل .
( وفيهن سكرى للحظ سكرى من الصبا ... تعاتب حلو اللفظ حلو الشمائل ) .
( أدارت علينا من سلاف حديثها ... كؤوسا وغنتنا بصوت الخلاخل ) - الطويل - .
وقال من قصيدة شبب فيها بغلام بدوي كان معه من المتقارب .
( تعلقته بدوي اللسان ... والوجه والزي ثبت الجنان )