الباب السابع في ذكر قوم من شعراء بغداد ومحاسن أشعارهم .
135 - ابن نباتة السعدي ابو نصر عبد العزيز ابن محمد بن نباتة .
من فحول شعراء العصر وآحادهم وصدور مجيديهم وأفرادهم الذين أخذوا برقاب القوافي وملكوا رق المعاني وشعره مع قرب لفظه بعيد المرام مستمر النظام يشتمل على غرر من حر الكلام كقطع الروض غب القطر وفقر كالغنى بعد الفقر وبدائع أحسن من مطالع الانوار وعهد الشباب وأرق من نسيم الاسحار وشكوى الاحباب وأول ما وقع شعره الى خراسان إنما وقع على يد ابي نصر سهل بن المرزبان فإنه استصحبه من بغداد في جملة ما حصله بها من ظرائف الدفاتر ولطائفها وذخائرها وأخايرها وأتخفني به وهو بغبار السفر وجعلني فيه ابا عذرة النظر فحسبته والطرف معقود به شخص المحبوب بدا لعين محبه وباكورة الاشعار ارفع من باكورة الثمار فكم مرتع انس فيه رعيت وكم فص مختص منه وعيت وأنا كاتب من عيونه ما يمتع الخواطر وبجلو النواظر ويصدق قوله وقد احسن فيه كل الاحسان من الوافر .
( وكم لليل عندي من نجوم ... جمعت النثر منها في نظامي ) .
( عتابا او نسيبا أو مديحا ... لخل أو حبيب أو همام )