( متسلسل وكأنه لصفائه ... دمع بخدي كاعب يتسلسل ) .
( وإذا الرياح جرين فوق متونه ... فكأنه درع جلاها صيقل ) .
( وكأن دجلة إذ يغطمط موجها ... ملل يعظم خيفة ويبجل ) .
( وكأنها ياقوته أو أعين ... زرق تلائم بينها وتوصل ) .
( عذبت فما تدري أماء ماؤها ... عند المذاقة أم رحيق سلسل ) .
( ولها بمد بعد جزر ذاهب ... جيشان يدبر ذا وهذا يقبل ) .
( وإذا نظرت الى الابلة خلتها ... من جنة الفردوس حين تخيل ) .
( كم منزل في نهرها الى والسرور ... بأنه في غيره لا ينزل ) .
( وكأنما تلك القصور عرائس ... والروض فيه حلي خود ترفل ) .
( غنت قيان الطير في أرجائها ... هزجا يقل له الثقيل الاول ) .
( وتعانقت تلك الغصون فأذكرت ... يوم الوداع وغيرهم يترحل ) .
( ربع الربيع به فحاكت كفه ... حللا بها عقد الهموم تحلل ) .
( فمدبج وموشح ومدنر ... ومعمد ومحبر ومهلهل ) .
( فتخال ذا عينا وذا ثغرا وذا ... خدا يعضض مرة ويقبل ) - الكامل - .
وكتب الى الوزير المهلبي وقد منعه المطر من خدمته من الطويل .
( سحاب اتى كالامن بعد تخوف ... له في الثرى فعل الشفاء بمدنف ) .
( أكب على الافاق إكباب مطرق ... يفكر او كالنادم المتلهف ) .
( ومد جناحيه على الارض جانحا ... فراح عليها كالغراب المرفوف ) .
( غدا البر بحرا زاخرا وانثنى الضحى ... بظلمته في ثوب ليل مسجف )