ومقصد الوفد فاستبدل بالانس وحشة وبالنضارة غبرة وبالضياء ظلمة واعتاض من تزاحم المواكب تلازم المآتم ومن ضجيج النداء والصهيل عجيج البكاء والعويل .
وله من كتاب الى الصاحب أوله هذه الابيات من المنسرح .
( إذا الغيوم ارجفن باسقها ... وحف ارجاءها بوارقها ) .
( وغيبت للثرى كتائبها ... وانتضيت وسطها عقائقها ) .
( وجلجل الرعد بينها فحكى ... خفق طبول ألح خافقها ) .
( وابتسمت فرحة لوامعها ... واختلفت عبرة حمالقها ) .
( وقيل طوبى لبلدة نتجت ... بحق اكنافها فوارقها ) .
( أية نعماء لا تجل بها ... وأي بأساء لا تفارقها ) .
( فليسق غيث الندى أبا القاسم القرم وزير الايام وادقها ... ) .
( تحكي سجاياه هزة وندى ... واين من خلقه خلائقها ) .
( ولتهد ريح الصبا محملة ... انفاس طيب امست تعانقها ) .
( في روضة لا النعيم سابقها ... ولا نسيم الرياض لاحقها ) .
( جاور حواذنها بنفسجها ... وزان ريحانها شقائقها ) .
( هبت رخاء مريضة فشفت ... مرضي وشاق النفوس شائقها ) .
( لم تبق منه النوى سوى كبد ... تدمي وعين تجري سوابقها ) .
( إني وإن غالب الهوى جلدي ... صبرا لصادي الاحشاء خافقها ) .
( ذكري لايامنا التي غفلت ... عنها العوادي ونام رامقها )