خفيا وكلاما قريبا رمى غرضا بعيدا وفصولا متباينة كساها الائتلاف صور المشاكلة ومنحها الامتزاج صيغة المضارعة ولحمة الموافقة فصارت لدلالة الاول منها على الثاني وتعلق العجز بالهادي فيها أولاد أرحام مبرورة وذوات قربى موصولة تتعاطف عيونها وتتناصف ابكارها وعونها .
ومن كتاب له إليه .
وصل كتاب سيدي بكلام شرف في نفسه وكرم في جنسه فهو جوهر الفضل والالفاظ اعراض وعنصر الادب والمعاني اغراض وفهمته فهم من قعدت به الاستطالة عن موقف الشكر فاستسلم وأكتنفه العجز فسلم وسلم وأعيته العبارة عن موجب البر فلاذ بأكناف العجز واعتزف بالقصور عن مفترض الحق .
ومن كتاب له اليه .
وصل كتاب مولاي بما قرب الى جناه وبعد على مداه من محاسن لفظه ونظمه ومباره التي ما زال يؤثرني فيها بالرغائب ويصفيني منها بالعقائل فوقفت منه بين اعتبار واقتباس واعتذار واغتباط واستبصار في موضع الفضيلة وشكر لما جمع الله لي في وده من المنح الجزيلة ووجدت خطابه مفتتحا بشكوى الايام في انحرافها ومكاره أحداثها فاستوحشت منها لاستيحاشه واستعديت عليها لاستعدائه وشايعت المهجنين لاثارها والزارين على أحكامها لاعراضها دون آماله وقدحها في أحواله ولم يستبق الجمال لنفسه والفضل لاهله دهر اناخ على مولاي بصرفه واختزله دون واجب حقه وقد أجبت عن القصيدة وإن كنت اعملت فيها خاطرا قدمته السفر وكده الحل والرحل وعلى مولاي المعول في ضم نشره وتسديد مختله وحفظ غيبي فيه من الطويل .
( وقيت أبا إسحاق من حافظ عهدا ... وراع لمن يمنى بفرقته ودا )