( وكنت أرى أني مع الصبر واجد ... وإذا شئت لي ممضى وإن شئت مرجعا ) .
( فلما استمر الحب في غلوائه ... رعيت مع المضياعة الغر ما رعى ) .
( فحزني حزن الهائمين مبرحا ... وسري سر العاشقين مضيعا ) .
( وهبت شبابي والشباب مضنة ... لأبلج من أبناء عمي أروعا ) .
( أبيت معنى من مخافة عتبه ... وأصبح محزونا وأمسي مروعا ) .
( فلما مضى عصر الشبيبة كله ... وفارقني شرخ الشباب فودعا ) .
( تطلبت بين العتب والهجر فرجة ... فحاولت أمرا لا يرام ممنعا ) .
( وصرت إذا ما رمت في الخير لذة ... تتبعتها بين الهموم تتبعا ) .
( وها أنا قد حلى الزمان مفارقي ... وتوجني بالشيب تاجا مرصعا ) .
( فلو أنني مكنت مما أريده ... من العيش يوما لم أجد في موضعا ) .
( أما ليلة تمضي ولا بعض ليلة ... أسر بها هذا الفؤاد المفجعا ) .
( أما صاحب فرد يدوم وفاؤه ... فيصفى لمن يصفى ويرعى لمن رعى ) .
( أفي كل دار لي صديق أوده ... إذا ما تفرقنا حفظت وضيعا ) .
( إذا خفت من أخوالي الروم خطة ... تخوفت من أعمامي العرب أربعا ) .
( وإن أوجعتني من أعادي شيمة ... لقيت من الأحباب أدهى وأوجعا ) .
( ولو قد رجوت الله لا شيء غيره ... رجعت إلى آلي وأملت أوسعا ) .
( لقد قنعوا بعدي من القطر بالندى ... ومن لم يجد إلا القنوع تقنعا ) .
( وما مر إنسان فأخلف مثله ... ولكن يرجى الناس أمرا مرقعا )