وكتب إلى والدته وقد ثقل من الجراح التي به .
( مصابي جليل والعزاء جميل ... وظني بأن الله سوف يديل ) .
( جراح تحاماها الأساة مخافة ... وسقمان باد منهما ودخيل ) .
( وأسر أقاسيه وليل نجومه ... أرى كل شيء غيرهن يزول ) .
( تطول بي الساعات وهي قصيرة ... وفي كل دهر لا يسرك طول ) .
( تناساني الأصحاب إلا عصابة ... ستلحق بالأخرى غدا وتحول ) .
( وإن الذي يبقى على العهد منهم ... وإن كثرت دعواهم لقليل ) .
( أقلب طرفي لا أرى غير صاحب ... يميل مع النعماء حيث تميل ) .
( وصرنا نرى أن المتارك محسن ... وأن خليلا لا يضر وصول ) - من الطويل - .
كأنه مأخوذ من قول المتنبي .
( إنا لفي زمن ترك القبيح به ... من أكثر الناس إنعام وإفضال ) - من البسيط - .
رجع .
( تصفحت أحوال الزمان فلم يكن ... إلى غير شاك للزمان وصول ) .
( أكل خليل أنكد غير منصف ... وكل زمان بالكرام بخيل ) .
( نعم دعت الدنيا إلى الغدر دعوة ... أجاب إليها عالم وجهول ) .
( وفارق عمرو بن الزبير شقيقه ... وخلى أمير المؤمنين عقيل ) .
( فيا حسرتي من لي بخل موافق ... أقول بشجوي مرة ويقول ) .
( وإن وراء الستر أما بكاؤها ... علي وإن طال الزمان طويل ) .
( فيا أمتا لا تعدمي الصبر إنه ... إلى الخير والنجح القريب رسول ) .
( فيا أمتا لا تحبطي الأجر إنه ... على قدر الصبر الجميل جزيل )