( من كل دبسي له رنين ... وكل قمري له حنين ) .
( في قرطق أعجل أن يوردا ... خاط له الخياط طوقا أسودا ) .
( هذا وفيه للرياض منظر ... يفشي الثرى من سرها ما يضمر ) .
( سر نبات حسنه إعلانه ... إذا سواه زانه كتمانه ) .
( فيه ضروب للنبات الغض ... يحكي لباس الجند يوم العرض ) .
( من نرجس أبيض كالثغور ... كأنه مخانق الكافور ) .
( وروضة تزهر من بنفسج ... كأنها أرض من الفيروزج ) .
( قد لبست غلالة زرقاء ... فكايدت بلونها السماء ) .
( تبصرها كثاكل أولادها ... قد لبست من حزن حدادها ) .
( يضحك فيها زهر الشقيق ... كأنه مداهن العقيق ) .
( مضمنات قطعا من السبج ... فأشرفت بين احمرار ودعج ) .
( كأنما المحمر في المسود ... منه إذا لاح عيون الرمد ) .
( أما ترى أترجه ما أحسنه ... يختال في غلائل مبينه ) .
( وانظر إلى الخشخاش إن نظرتا ... يحكي كرات ظوهرت كيمختا ) .
( وارم بعينيك إلى البهار ... فإنه من أحسن الأنوار ) .
( كأنه مداهن من عسجد ... قد سمرت في قضب الزبرجد ) .
( فانهض إلى اللهو ولا تخلف ... فلست في ذلك بالمعنف ) .
( واشرب عقارا طال فينا كونها ... يصفر من خوف المزاج لونها )