( حتى تراها مثل منديل الغمر ... فيهن تخطيط كتخطيط الحبر ) .
( حتى إذا ما طردته الشمس ... وفرحت بأن يزول النفس ) .
( فتحت النار له أبوابها ... وشب فيها مالك شهابها ) .
( حر يحيل الأوجه الغرانا ... حتى ترى الروم بها حبشانا ) .
( يعلو به الكرب ويشتد القلق ... وتنضج الأبدان منه بالعرق ) .
( تبصره فوق القميص قد علا ... حتى ترى مبيضه مصندلا ) .
( إن كان رثا زاد في تمزيقه ... أو مستجدا حل حبل زيقه ) .
( ثم يعيد الماء نارا حامية ... تزيد في كرب قلوب الضاويه ) .
( شاربه يكرع في حميم ... كأنه من ساكني الجحيم ) .
( ينسيه ما يلقى من التهابه ... أن يحمد الله على شرابه ) .
( حتى إذا عنا انقضى نهاره ... وأرخيت من ليله أستاره ) .
( تحركت في جنحه دواهي ... سارية وأنت عنها ساهي ) .
( من عقرب يسعى كسعي اللص ... سرحها في إبر كالشص ) .
( وحية تنفث سما قاتلا ... تزود الملدوغ حتفا عاجلا ) .
( تبصر ما في جلدها من الرقش ... كوجنة مصفرة فيها نمش ) .
( لو نهشت بالناب منها الخضرا ... لبترت منه الحياة بترا ) .
( فإن أردت الشرب في إبانه ... على الذي وصفته من شانه ) .
( أبشر بما شئت من الصراع ... فضلا عن التهويس والصداع )