( ثم لما تمكن اليأس خلوني ... ومالوا حشوا على الأتبان ) .
( وأجيري مسخر ينقل الأتبان ... بالذل عاريا والهوان ) .
( وهو يبكي فقلت ويحك ما تصنع ... بالتبن بعد موتة الفدان ) .
( سرقوا السرج والقناديل والزيت ... وأقداحنا وكل القناني ) .
( والنبيذ استقوه واغتنموه ... آخر الليل كاستقاء السواني ) .
( زودوه سواسهم والمكارين ... معا بالجرار والكيزان ) .
( لو ترى الفضل وهو يحمل في السرج ... قميصا مخيط الأردان ) .
( قد حشاه لحما وطيرا وسبعين ... رغيفا من أعظم الرغفان ) .
( سرقوا الراح في الزقاق وراحوا ... بطعام منضد في الصواني ) .
( ميزوا خيلهم بكل كسير ... وعقير مدبر جربان ) .
( خلفوه يرعى بقية زرعي ... رعي لا خائف ولا متوان ) .
( ما رثى لي سوى المبارك من ضري ... وذاك القصير الدحدحاني ) .
( رفهاني وخففا الثقل عني ... فهما من ملامتي سالمان ) .
( والسري السرى حقا كما سمى ... أيضا من بطنه أعفاني ) .
( هل سمعتم فيما سمعتم بإنسان ... عراه في دعوة ما عراني ) .
( أسعدوني يا إخوتي وثقاتي ... بدموع تجري من الأجفان ) .
( إخوتي من لواكف الدمع محزون ... كئيب مدله حيران ) .
( هائم الفكر ساهر الليل باكي العين ... واهي القوى ضعيف الجنان ) .
( لم يكن ذا القران إلا على شؤمي ... فويلي من نحس ذاك القران ) - من الخفيف - .
قد أحسن في هذه القصيدة غاية الإحسان وأبان فيها عن مغزاه أحسن بيان وتصرف فيها وأطال وأمكنه القول فقال وإذا تخلص الشاعر عند الإطالة