( وحل لنا ما كان منها محرما ... وهل يحظر المحظور في بلد الكفر ) .
( فأهدت لي الأيام فيه مودة ... دعتني في ستر فلبيت في ستر ) .
( أتى من شريف الطبع أصدق رغبة ... تخاطبني عن معدن النظم والنثر ) .
( وكان جوابي طاعة لا مقالة ... ومن ذا الذي لا يستجيب إلى اليسر ) .
( فلاقيت ملء العين نبلا وهمة ... محلى السجايا بالطلاقة والبشر ) .
( وأحشمني بالبر حتى ظننته ... يريد اختداعي عن جناني ولا أدري ) .
( ونزه عن غير الصفاء اجتماعنا ... فكنت وإياه كقلبين في صدر ) .
( وشاء السرور أن يلينا بثالث ... فلاطفنا بالبدر أو بأخي البدر ) .
( بمعطي عيون ما اشتهت من جماله ... ومضني قلوب بالتجنب والهجر ) .
( جنينا جني الورد في غير وقته ... وزهر الربا من روض خديه والثغر ) .
( وقابلنا من وجهه وشرابه ... بشمسين في جنحي دجى الليل والشعر ) .
( وغنى فصار السمع كالطرف آخذا ... بأوفر حظ من محاسنه الزهر ) .
( وأمتعنا من وجنيته بمثل ما ... تمزج كفاه من الماء والخمر ) .
( سرور شكرنا منة الصحو إذا دعا ... إليه ولم نشكر به منة السكر ) .
( كأن الليالي نمن عنه فعندما ... تنبهن نكبن الوفاء إلى الغدر ) .
( مضى وكأني كنت فيه مهوما ... يحدث عن طيف الخيال الذي يسري ) .
( وهل يحصل الإنسان من كل ما به ... تسامحه الأيام إلا على الذكر ) - من الطويل - .
ولم أزل على أتم قلق وأعظم حسرة وأشد تأسف على ما سلبته من فراق الفتى لا سيما ولم أحصل منه على حقيقة علم ولا يقين خبر يؤديانني إلى الطمع