ومنها مخاطبة الممدوح من الملوك بمثل مخاطبة المحبوب والصديق مع الإحسان والإبداع .
وهو مذهب له تفرد به واستكثر من سلوكه اقتدارا منه وتبحرا في الألفاظ والمعاني ورفعا لنفسه عن درجة الشعراء وتدريجا لها إلى مماثلة الملوك في مثل قوله لكافور .
( وما أنا بالباغي على الحب رشوة ... ضعيف هوى يبغي عليه ثواب ) .
( وما شئت إلا أن أدل عواذلي ... على أن رأيي في هواك صواب ) .
( وأعلم قوما خالفوني فشرقوا ... وغربت أني قد ظفرت وخابوا ) .
( إذا نلت منك الود فالمال هين ... وكل الذي فوق التراب تراب ) - من الطويل - .
وقوله له وقد أهداه مهرا أسود .
( فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها ... بقلب المشوق المستهام المتيم ) - من الطويل - .
وقوله لابن العميد يودعه .
( تفضلت الأيام بالجمع بيننا ... فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد ) .
( فجد لي بقلب إن رحلت فإنني ... مخلف قلبي عند من فضله عندي ) - من الطويل - .
وقوله لعضد الدولة .
( أروح وقد ختمت على فؤادي ... بحبك أن يحل به سواكا ) .
( فلو أني استطعت حفظت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا ) - من الوافر - .
من قصيدة تشتمل على أبيات من هذا الطراز سأكتبها في آخر الباب .
وكقوله لسيف الدولة .
( ما لي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم )