بقرباتك وإنها لخالصة السرائر .
فأما كتاب التشبيهات فقد فرعت به كافة الأشباه وأنبهت على سبقك كل الإنباه .
إذ تعاطاه ابن أبي عون فلم يطاول يدك .
وحمزة بن الحسن فلم يبلغ أمدك وهذان شيخان مقدمان وفحلان مقرمان وما ظنك بكتاب نفرته على نظائره وصار ألزم لمجلسي من مساوره وحين هزني نثرك حتى كأنه نثر الورد عطفت على نظمك فإذا هو نظم العقد .
وإني ليعجبني أن يكون الكاتب شاعرا كما يعجبني أن يكون الشعر سائرا فها نحن ندعيك في فضلاء هذا الصقع ونجتذبك اجتذاب الأصل للفرع فاكتب متى شئت عامرا من الحال ما أسست ومستثمرا من الخصوص ما غرست إن شاء الله .
خاطبت أيدك الله في معنى الضيعة وليس حلها لك بمستنكر ولا إطعامك إياها بمستكثر إلا أن الرأي والرسم أوجبا أن يجعل بدء النظر تسويغا يعود من بعد تمليكا وتخويلا .
فليقبض المرسوم لينتظر الموعود إن الهلال يدور بعد ليال بدرا كاملا والطل يكسب ثم يعود وابلا والحمد لله وصلواته على النبي محمد وآله .
ولأبي سعد كتب كثيرة سوى ما تقدم ذكره فمنها كتاب ثمار الأنس في تشبيهات الفرس وكتاب الجامع الكبير في التعبير وكتاب الأدعية وحقة الجواهر في المفاخر وهي من مزدوجة بهجة في الأمير خلف وهو الآن يتولى عمل الفرض والإعطاء بنيسابور وإذا احتاج السلطان المعظم يمين الدولة وأمين الملة الإجابة عن كتب الخليفة القادر بالله أطال الله بقاءهما اعتمد فيها عليه لما يتحققه من حسن كلامه وقوة بيانه وغزارة بحره وشرف طبعه .
وله شعر كثير قد كتبت منه ما حضرني الآن إلى أن الحق به أخواته