فصل شوق عابث أقاسيه .
وأمتنع عنه الصبر فما يواسيه .
فصل ذمام ودك عندي لا يخفر وإن أتيت بما لا يغفر ومن باب الشكر والثناء .
فصل للنعم عماد من الشكر يحرسها أن تميل وتميد وعقال من الثناء والحمد يمنعها أن تبيد وتحيد وكثيرا ما يسكر الشارب بكأس سرورها .
ويعشى عينه بشعاع نورها فيذهل عن حفظ ذمارها ويذهب عن واجب مرتبتها واستئمارها ويكون كمن أزعجها بعد الاستقرار وعرضها للنفار فلا يلبث أن يزل عن مرقاتها قدمه ويطول على ترك موجباتها ندمه ويحصل منها في برج منقلب وينظر من نعيمها في أعجاز نجم مغترب .
فصل كم لك عندي من يد غضة ما لي بشكرها يدان وعلى عاتقي من ثقل منة يعجز عن حملها الثقلان .
فصل لولا أن من عاداته متابعة النعم لقلت رفقا بكاهلي فقد أثقله الرفد وأناملي فقد أعياها العد لكنه الغيث لا يستكف واكف سحابه والبحر لا يزحم زاخر عبابه .
فصل لو ملكت من مقاود البيان ما يملك من مقالة الإحسان لأجلبت عليه من شكري بخيل ورجل وجلبت إليه من فيض بناني سجلا بعد سجل وكلا فقد خذلتني عبارتي مذ تناصرت عندي مواهبه ونزفت بلاغتي منذ درت على سحائبه