73 - أبو الحسن عمر بن أبي عمر السجزي النوقاني .
أديب شاعر فقيه من حسنات سجستان وله غير رحلة واحدة إلى خراسان والعراق في طلب الأدب والعلم .
وكان أقام على حضرة الصاحب برهة يستفيد من مجالسها ويقتبس من محاسنها وحين استأذنه لمعاودة بلده والتمس الكتاب بالوصاة به .
وقع على ظهر رقعته كنا نؤثر أطال الله تعالى بقاك أن تقيم ولا تريم فقد جمعت من آلات الفضل ما يقتضي اصطناعك في خواص الأصحاب العقل صحيح الطابع والدين سليم الباطن والعلم غزير المشرع والطبع فياض المورد سلسال المكرع وأما الشعر فرحيب المباءة مشرق المطلع كثير البديع واسع الخط يترقرق فيه ماء القبول .
قد صينت جزالته عن صلابة القسوة .
وسلاسته عن رقة الركة وعمدتا الأدب النحو واللغة ولك في كل منهما قدح يجول حتى يجلب إليك أعشار الجزول وقد استفدت بحمد الله من علم الكلام ما يدعى كفاية المتحقق إن لم يكن مذخورة المتلهف ولولا ما وراءك من فرض لا يستحل صدك عن أدائه ثم إن لسانك رهينة عندنا على إيابك لطال تشبث من لدينا من إخوانك بعطفي مقامك ففي دعة الله وحفظه وبركته وعونه ومن يقرأ هذا الجواب وخطي عليه مهيمن ولفظي به شاهد يستغنى به عن لقائه بكتاب فاجعله عصرة المبين وعمدة اليقين .
ومن ملح شعره قوله .
( يا ويح قلبي لا يزال يروعه ... ممن يعز عليه وشك فراق ) .
( تتقاذف البلدان بي فكأنني ... وليت أمر مساحة الآفاق ) - من الكامل - .
وقوله .
( أبت نفسي الدنيا فأنفس مالها ... كتاب أبى إلا إليه سكونها ) .
( أصون كتابي عند يد لا تصونه ... صيانة نفسي عن أخ لا يصونها ) - من الطويل - .
وقوله .
( غلا الشعر في بغداد من بعد رخصه ... وإني في الحالين بالله واثق )