فصل إن للشبان نزوة والأحداث رقة .
ولكن يربعون إذا جاءت الأربعون .
ويفزعون وإن كانوا لا يجزعون ولقد نظرت في المرآة فرأيت الشيب يتلهب وينهب والشباب يتأهب ويذهب وما أسرج هذا الأشهب إلا لخبر وأسأل الله عاقبة خير .
فصل أجدني قد اكتهلت والكهل قبيح به الجهل ولاحت الشعرات البيض وجعلت تفرخ وتبيض .
فصل جزى الله المشيب خيرا فإنه أناة ولا رد الشباب فإنه هنات وبئس الداء الصبا وليس دواؤه إلا انقضاؤه وبئس المثل النار ولا العار ونعم الرائضان الليل والنهار .
أظن الشباب والشيب لو مثلا لمثل الأول كلبا عقورا والآخر شيخا وقورا ولاشتعل الأول نارا والآخر نورا فالحمد لله الذي بيض القار وسماه الوقار وعسى الله أن يغسل الفؤاد كما غسل السواد إن السعيد من شابت جملته ولم تخص بالبياض لحيته .
فصل من تهنئة بمولود .
حقا لقد أنجز الإقبال وعده ووافق الطالع سعده والشأن فيما بعده وحبذا الأصل وفرعه وبورك الغيث وصوبه والروض ونوره وسماء أطلعت فرقدا وغابة أبرزت أسدا وظهر وافق سندا وذكر يبقى أبدا ومجد سمى ولدا وشرف لحمة وسدى .
فصل كتابي من هراة ولا هراة فقد طحنتها هذه المحن كما يطحن الدقيق وقلبتها كما يقلب الرقيق .
وبلعتها كما يبلع الريق والحمد لله على المكروه والمحبوب وصلواته على نبيه وآله وقد خدمت الشيخ سنين والله لا يضيع أجر