فقلت أنا معنى هذا البيت لأني قاعد في البيت آكل طيب الطعام وألبس لين الثياب ويفاض علي بذل ولا يفوض إلي شغل .
ويملأ لي وطب ولا يدفع بي خطب هذا والله عيش العجائز والزمن العاجز .
ومنها الرأس أيد الله الأمير كثير الخبوط .
والضيف كثير التخليط وصب هذا الماء خير من شربه .
وبعد هذا الضيف أولى من قربه وكأني بالأمير يقول إذا قرئت عليه هذه الفصول الهمذاني رأى بهذه الحضرة من الإنعام ما لم يره في المنام فكيف من الأنام ولعله أنشأ هذا الكتاب سكران فعدل به عادل السكر عن طريق الشكر وكأنه نسي مورده الذي أشبه مولده وإنما رفع لحنه حين أشبع بطنه واللئيم إذا جاع ابتغى .
وإذا شبع طغى والهمذاني لو ترك بجلدته يرقص تحت رعدته .
ما ارتقى في قعدته .
ولا تجشأ من معدته .
ولكنه حين لبس الحلة .
وركب البغلة .
وملك الخيل والخول تمنى الدول ورأس اليتيم يحتمل الوهن ولا يحتمل الدهن وظهر الشقي يحتمل عدلين من الفحم ولا يحمل رطلين من الشحم ولولا الشعير ما نهقت الحمير ولو لم يتسع حاله لم يتسع مجاله .
وكذا الكلب يزمن حين يسمن ولا يتبع حين يشبع .
وعند الجوع يهم بالرجوع .
فصل من كتاب إلى أبي نصر بن أبي زيد .
كتابي أطال الله بقاء الشيخ وفرحي في كريم يحضر ذلك الجناب فيحسن المناب .
ولا أعدم إن شاء الله بتلك الساحة الكريمة من يتحلى بهذه الشيمة على أن الطباع إلى الذم أميل والعقرب إلى الشر أقرب واللسان بالقدح أجرى