فصل في انفجار ينابيع جوده على الشعراء .
حدثني أبو الحسن علي بن محمد العلوي الحسيني الهمداني الوصي قال كنت واقفا في السماطين بين يدي سيف الدولة بحلب والشعراء ينشدونه فتقدم إليه أعرابي رث الهيئة فاستأذن الحجاب في الإنشاد فأذنوا له فأنشد .
( أنت علي وهذه حلب ... قد نفذ الزاد وانتهى الطلب ) .
( بهذه تفخر البلاد ... وبالأمير تزهى على الورى العرب ) .
( وعبدك الدهر قد أضر بنا ... إليك من جور عبدك الهرب ) - من المنسرح - .
فقال سيف الدولة أحسنت ولله أنت وأمر له بمائتي دينار .
وحكى ابن لبيب غلام أبي الفرج الببغاء أن سيف الدولة كان قد أمر بضرب دنانير للصلات في كل دينار منها عشرة مثاقيل وعليه اسمه وصورته فأمر يوما لأبي الفرج منها بعشرة دنانير فقال ارتجالا .
( نحن بجود الأمير في حرم ... نرتع بين السعود والنعم ) .
( أبدع من هذه الدنانير لم ... يجر قديما في خاطر الكرم ) .
( فقد غدت باسمه وصورته ... في دهرنا عوذة من العدم ) - من المنسرح - .
فزاده عشرة أخرى .
وكان أبو فراس يوما بين يديه في نفر من ندمائه فقال لهم سيف الدولة