( وما التعلل والأيام حائلة ... بيني وبينك بالآمال من شاني ) .
( وما جزعت على شيء سوى جزعي ... إن لم أمت كمدا من فقد خلاني ) .
( وقد ذكرتك والأبطال عابسة ... والموت يبسم عن أنياب شيطان ) .
( والنبل كالشهب في ليل العجاج وباب ... الأمن ناء كصبري والردى داني ) .
( والسمر تبكي دما والبيض ضاحكة ... والجو داج ولون الملتقى قاني ) - من البسيط - .
62 - أبو عبد الله محمد بن حامد .
حسنة من حسنات خوارزم وغرة شادخة في جبينها يرجع إلى كل فضل ويجمع بين قول فصل وأدب جزل ويؤلف بين أشتات المناقب وينظم عقود المحامد وله خط يستوفي أقسام الحسن ونثر كنثر الورد ونظم كنظم الدر .
وكان في عنوان شبابه يكتب لأبي سعيد الشبيبي وهو منه بمنزلة الولد والعضو من الجسد فلما انقضت أيامه واختص بالصاحب أبي القاسم وغلب عليه ببراعته وحذقه في صناعته وتقلد بريد قم من يده وبقي بها مدة بين حسن حال وتظاهر جمال وحين حن إلى وطنه وآثر الرجوع إلى بلده قدم من سلطان خوارزم شاه على ملك مكرم لمورده عارف بفضله موجب لحقه ولم يزل ومن قام مقامه من أبنائه رحم الله السلف وأبقى عز الخلف يعدو له وإلى الآن من أركان دولتهم وأعيان حضرتهم ويعتمدونه للمهمات السلطانية والسفارات الكبيرة وكان أنفذ مرة رسولا إلى حضرة السلطان المعظم يمين الدولة أطال الله بقاءه ببلخ فاستولى على الأمد في القيام بشروط السفارة وملك القلوب وسحر العقول بحسن العبارة وجمعته وأبا الفتح علي بن محمد البستي الكاتب مناسبة