فصل في اقتضاء حاجة .
وعد الشيخ يكتب على الجلمد إذا كتب وعد غيره على الجمد ولكن صاحب الحاجة سيء الظن بالأيام مريض الثقة بالأنام لكثرة ما يلقاه من اللئام وقلة من يسمع به من الكرام .
فصل في ذكر آفات الكتب .
هذا والكتاب ملقى لا موقى تسرع إليه اليد الخاطئة وتعرض له الآفات السانحة فالماء يغرقه كما أن النار تحرقه والريح تطيره كما أن الأيام تغيره والدخان يسود بياضه كما أن الخل يبيض سواده والرطوبة تضره كما أن اليبوسة لا تنفعه فآفاته أسرع من آفات الزجاج الذي يسرع إليه الكسر ويبطئ عليه الجبر وحوادثه أكثر من حوادث الغنم التي هي لكل يد غنيمة ولكل سبع فريسة فأقل آفاته خيانة الحامل ووقوع الشاغل وعوائق الفتوح والقوافل .
فصل في ذكر إلا ولولا .
الحمد لله الذي جعل الشيخ يضرب في المحاسن بالقدح المعلى ويسمو منها إلى الشرف الأعلى .
ولم يجعل فيه موضعا للولا ولا مجالا لإلا .
فإن الاستثناء إذا اعترض في المدح أنضب ماءه وكدر صفاءه .
وأنطق فيه حساده وأعداءه وكذلك قالوا ما أملح الظبي لولا خنث أنفه وما أحسن البدر لولا كلف وجهه وما أطيب الخمر لولا الخمار وما أشرف الجود لولا الإقتار وما أحمد مغبة الصبر لولا فناء العمر وما أطيب الدنيا لو دامت