طبيبين وهل يسع الغمد سيفين لم أر معلما أحسن تعليما من الزمان ولا متعلما أحسن تعلما من إنسان من الناس من إذا ولى عزلته نفسه ومنهم إذا عزل ولاه فضله ربما أكل الحر وهو شبعان وشرب وهو ريان ليس إلا لأن يسر مضيفا .
ويكون ظريفا يشكر القمر أن يلوح والمسك على أن يفوح نعم العدة المدة ونعم الواقية العافية وبئس الخصم الزمان وبئس الشفيع الحرمان وبئس الرفيق الخذلان إن ولاية المرء ثوبه فإن قصر عنه عرى منه وإن طال عليه عثر فيه ما المحنة إلا سيل والسيل إذا وقف فقد انصرف وما الأيام إلا جيش والجيش إذا لم يكر فقد فر .
وإذا لم يقبل عليك فقد أدبر عنك .
وراء الغيب أقفال وللمنح والمحن أعمار وآجال .
ما أكثر من يخطئ بالصنعة طريق المصنع ويخالف بزرعه غير موضع المزدرع .
أكبر من الأسير من أسره ثم أعتقه وأشجع من الأسد من قيده ثم أطلقه أكرم من النبت الزكي من زرعه .
وأكرم من الكريم من اصطنعه لا صيد أعظم من إنسان ولا شبكة أصيد من لسان وشتان بين من اقتنص وحشيا بحبالته وبين من اقتنص أنسيا بمقالته .
من أراد أن يصطاد قلوب الرجال نثر لها حب الإحسان والإجمال ونصب لها أشراك الفضل والإفضال في كتمان الداء عدم الدواء وفي عدم الدواء عدم الشفاء من لم يذكر أخاه إذا رآه فوجدناه كفقدانه ووصله كهجرانه من أجاد الجلب أخذ به ما طلب من ذا الذي يطمس نجوم الليل ويدفع منسكب السيل وينضب ماء البحر ويفنى أمد الدهر من تكامل نحسه لم تنصحه نفسه ومن لم ينه أخاه فقد أغراه ومن لم يداو عليله فقد أدواه نعم جنة المرء من سهام دهره نزوله عند قدره ونعم السلم إلى الأرزاق طلبها من طريق الاستحقاق