ثم إنه دخل عليه عائدا فوجد عنده أبا جعفر بن العباس بن الحسين وأبا القاسم المقانعي وابن مطران فقال .
( ثلاثة أودوا بفذ عصره ... أودوا به في عنفوان أمره ) .
( قصدته يوما بعيد فجره ... وكان قلبي مولعا بذكره ) .
( لفضله ونبله وفكره ... إذا طويس جالس في نحره ) .
( وقاشر قد انبرى من قشره ... عن سلة الشؤم وعن قمطره ) .
( فقلت قد أعوز جبر كسره ... من بعد ما كان دنا من جبره ) .
( وقد تقضى فاطوه بغيره ... الشأن فيمن هم على ممره ) - من الرجز - .
ولما انتقل إلى جوار ربه أكلم ما كان شبابا وآدابا وغدت لفراقه الكتابة شعثاء .
والبلاغة غبراء أكثر فضلاء الحضرة رزيته وأكثروا مرثيته فمما أحاضر به الآن قول الهرثمي الأبيوردي من قصيدة منها .
( ألم تر ديوان الرسائل عطلت ... لفقدانه أقلامه ودفاتره ) .
( كثغر مضى حاميه ليس يسده ... سواه وكالكسر الذي عز جابره ) .
( ليبك عليه خطه وبيانه ... فذا مات واشيه وذا مات ساحره ) - من الطويل