( سبق الناس بيانا فغدا ... وهو بالإجماع بكر الفلك ) .
( أصبح الملك به متسقا ... لسليل الملك عبد الملك ) - من الرمل - .
ووقع في ريعان عمره وعنفوان أمره إلى أبي علي الصاغاني فاستأثره فحسن أثره واستخلصه لنفسه وقلده ديوان الرسائل فحسن خبره وسافر أثره وكانت كتبه ترد على الحضرة في نهاية الحسن والنضرة .
وتقع المنافسة فيه ويكاتب أبو علي في إيثار الحضرة به فيتعلل ويتسلل لواذا ولا يفرج عنه إلى أن كان من كشف أبي علي قناع العصيان وانهزامه في وقعة جرجيل إلى الصغانيان كما كان .
وحصل أبو القاسم في جملة الأسرى من أصحاب أبي علي فحبس في القمندر وقيد مع حسن الرأي فيه وشدة الميل إليه ثم إن الأمير الحميد نوح بن نصر أراد أن يستكشفه عن سره ويقف على خبيئة صدره فأمر أن تكتب إليه رقعة على لسان بعض المشايخ ويقال له فيها إن أبا العباس الصاغاني قد كتب إلى الحضرة يستوهبك من السلطان ويستدعيك إلى الشاش لتتولى له كتابة الكتب السلطانية فما رأيك في ذلك فوقع تحته في الرقعة ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) .
فلما عرض التوقيع على الحميد حسن موقعه منه فأعجب به وأمر بإطلاقه وخلع عليه وأقعده في ديوان الرسائل خليفة لأبي عبد الله كله وكان الاسم له والعمل لأبي القاسم وعند ذلك قال بعض مجان الحضرة .
( تبظرم الشيخ كله ... ولست أرضى ذاك له ) .
( كأنه لم ير من ... أقعد عنه بدله ) .
( والله إن دام على ... هذا الجنون والبله ) .
( فإنه أول من ... ينتف منه السبله ) - من مجزوء الرجز